هم عرفوا ربهم فهل عرفناه نحن؟؟؟

إن ديننا دين عزة وعقيدتنا عقيدة استعلاء تبعث في روح المؤمن إحساسا بالعزة من غير كبر تبعث روح الثقة من غير غرور تبعث روح

الاطمئنان في غير تواكل

ورسالة الإسلام هي الدعوة إلى الله وإخراج البشرية من الظلمات إلى النور

ولكن قبل أن نكون دعاة إلى الله وجب أن نعرفه حق معرفته

وجبت لنا وقفة مع أنفسنا

هل عرفنا ربنا حق معرفته؟

هل تخشع قلوبنا لذكره ؟

هل نمتثل لأوامره وهل نرضى بحكمه ؟

هل نستشعر قدرته وقوته وعظمته؟

هل نتامل و نتفكر في خلقه و نعمه؟

هل نحترم حدوده ؟

عندما نقرا حياة الصحابة نجد أنهم عاشوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعلموا منه فاحبو ا الدين وضحوا بالنفس و النفيس في سبيل إحياء كلمة لا اله إلا الله ذالك

لأنهم أحبو دينهم أحبوا ربهم بل لأنهم عرفوا ربهم عرفوا ربهم

فهل عرفناه كما عرفوه

ما عرفنا ربنا حق معرفته وان عرفناه عرفناه عن طريق الفقه و القانون ولكن

ما عرفناه عن طريق العشق و المحبة فأصبحت معرفتنا بربنا فقهية قانونية

هم عرفوا ربهم حق المعرفة أما نحن فبدأنا نتفحص و نتباحث في القوانين والقواعد الفقهية و أردنا أن نعرف ربنا من خلالها لا ننكر أن القواعد الفقهية نحتاج إليها حتى لا

نقع في الجهل وفي الشركيان و حتى لا يزيغ احدنا عن الصراط المستقيم

ولكن

تبقى هذه المعرفة جافة لا تحرك مشاعرنا ولا تستوقد نيران المحبة في قلوبنا فالمجامر خامدة و هامدة

أما هم فلعل احدهم لا يعرف الشروط الفقهية و القواعد الفقهية و لكنهم كانوا أدرى منا بربهم واعلم منا بربهم و اقرب منا بربهم لعل احدهم لا يعرف شروط الصلاة و لكن

أدرى كيف الخشوع في الصلاة ونحن اليوم نعرف أحكام الصلاة و شروط الصلاة و لكن اين الخشوع في الصلاة

فلما هذه المعرفة جامدة لما لا تحرك أحاسيسنا و مشاعرنا لما حرمنا منها وقد أوجد الله في صدورنا بحور العواطف

ذالك لأننا لم نعرف ربنا حق معرفته

ما عرفنا كلامه"فهيبة الأمر بقدر هيبة الآمر"و "قيمة الأمر بقدر قيمة الآمر"

إن لم أقيم الآمر كيف أقيم أمره ان لم اقدر الأمر كيف اقدر أمره إن لم احترم الآمر كيف احترم أمره

فان عرفنا ربنا زادت محبتنا له وخشيتنا منه و شوقنا إليه فصارت غايتنا إرضاءه و رجاؤنا لقاءه

حينها فقط نذوق حلاوة الإيمان ونستشعر محبة الرحمان ونكسب صفاء القلوب و الأذهان حينها تتجلى قيمة الإنسان في كل زمان و مكان فيضحي بالغالي و النفيس

للفوز بالجنان

وهنا نستعرض قصة الصحابي

خبيب وهو يصلب خيره أبو سفيان بين الحياة مع الأهل و الأولاد وترك كلمة محمد صلى الله عليه و سلم وبين الموت

فقال و أربعون رمحا يتلمع في انتظاره

"وقد خيروني الكفر و الموت دونـه

وقد حملت عيناي من غيـر مجـزع

و مالي حذار المـوت إنـي لميـت

و لكـن حـذار جحـم نـار ملفـع

فلسـت بـمـد للـعـدو تخشـعـا

و لا جزعا فاني إلـى الله مرجعـي

فذا العرش صبرني على ما يراد بـي

فقد قطعوا لحمي و قد أعصى مطمعي

يقولها ارتجالا و هو يصلب على الخشب

فقال أبو سفيان لما ارادو ا قتله و هو متجه إلى القبلة حولوه عن القبلة فجاؤا و حركوا الخشب و حولوه عن القبلة وهو منصرف وجهه و متحول و الرمح تنتظر لتخترق

أحشائه حينئذ قال

ما إن أبالي حين اقتل مسلمـا

على أي جنب كان لله مصرعي

شرقني أو غربني سواء عليا

أينما ا تولو فثمـة وجـه الله

قال

ما إن أبالي حين اقتل مسلمـا

على أي جنب كان لله مصرعي

و ذالك في ذات الإله لا اقتل في سبيل الملك و المال بل اقتل في سبيل ربي جل و علا

و إن يشأ يبارك على أوصال شلب ممزع

آخر ما يقول و الرمح تنتظر

هم عرفوا ربهم فهل عرفناه نحن! ؟؟؟

فليتك تحلو و الحيـاة مريـرة

و ليتك ترضى و الأنام غضاب

و ليت الذي بيني و بينك عامر

و بيني و بين العالمين خراب

إذا صح منك الود فالكل هيـن

و كل الذي فوق التراب تـراب