ضربتين بالرأس ..وتتعود
خلف الحربي
يقولون في الأمثال:
(ضربتين في الرأس توجع)،
ولكن بعد غرق جدة للمرة الثانية الأربعاء الماضي يبدو أن الوجع سيتحول إلى شعور مترف في هذه المدينة المسكينة،
حيث سيتعود الناس عليه، وسيكون همهم في المستقبل كيفية توزيع الضربات الموسمية على خريطة الرأس،
بحيث لا تأتي الضربتان في نفس المكان، بل تبتعد كل ضربة عن الأخرى بمسافة كافية،
فيصبح الرأس مثل شوارع جدة (حفره كبيرة.. حفرة وسط.. حفرة صغيرة.. حفرة نسوا يحفروها)!.
**
يقولون في الأمثال:
(طفح الكيل)،
وأخشى ما أخشاه أن أمانة جدة إذا سمعت بهذا المثل سوف ترسل وايتا أصفر لشفط الكيل الذي طفح
وصبه في أحد الأحياء السكنية المجاورة!.
**
يقولون في الأمثال:
(بلغ السيل الزبى)
لذلك سوف تنشئ الأمانة سدا منيعا على غرار سد أم الخير
الذي انهار بعد نصف ساعة من هطول الأمطار، وسيقوم شخص ما بتحويل (الزبى) إلى مخطط سكني
يبلغ سعر المaتر فيه ألفي ريال!.
**
يقولون في الأمثال:
(اللي ضرب ضرب واللي هرب هرب)،
وفي جده تحول المثل إلى (اللي ضرب هرب واللي هرب رجع ثاني وضرب).
**
يقولون في الأمثال:
(اللي تلسعه الشوربة ينفخ في الزبادي)،
ولكن في جدة لا أحد يستفيد من أخطاء الماضي،
حيث اثبتت جامعة الملك عبد العزيز أنها لا تقرأ التاريخ حين أجبرت الطالبات على حضور الاختبارات
رغم تحذيرات الدفاع المدني فعاشت أسرهن قلقا لا مثيل له،
وكذلك الحال بالنسبة للمعلمات في المدارس اللاتي لم يعدن إلى بيوتهن إلا في اليوم التالي،
ومن جانب آخر كان يوم الأربعاء الماضي هو (اليوم العالمي لغباء المديرين والمديرات في القطاعين العام والخاص)،
حيث لم يسمحوا للموظفين والموظفات بالخروج في الوقت المناسب،
فبقي بعضهم عالقا في الشوارع حتى منتصف الليل!.
**
يقولون في الأمثال:
(طباخ السم يذوقه)
لذلك بقي موظفو أمانة جدة محاصرين في مبنى الأمانة حتى ساعة متأخرة من الليل،
بينما الشوارع المغمورة بالمياه تقول لهم مثلا مشابها: (طبخ طبختيه يا الرفله أكليه)!.
**
يقولون في الأمثال:
(اللي يعيش يا ما يشوف)
وفي جدة يوم الأربعاء تكررت مشاهد الناس الذين يؤشرون بأيديهم للطائرات المروحية (.. ممكن توصيله!)،
والعجائز المسكينات يعبرن بعباءاتهن البحيرات والرجال يتجولون في الشوارع بالقوارب المطاطية!.
**
يقولون في الأمثال:
(كل على همه سرى)..
ويوم الأربعاء الماضي تعطل كل شيء في جدة باستثناء نظام ساهر المروري!.
**
يقولون في الأمثال:
(لو خليت خربت)..
وقد أثبت رجال ونساء هذه المدينة العظيمة معدنهم الأصيل،
حين هب الكثيرون منهم لمساعدة المحتجزين في الشوارع وإيصال النساء العالقات في الطريق إلى ذويهن،
والتعاون مع رجال الدفاع المدني خلال عمليات الإنقاذ،
وهكذا هو الذهب معدن يزداد لمعانه كلما كانت الطرقات أشد وأقسى..
تحية لأهل جدة وجموع المتطوعين والمتطوعات فهذه (الفزعة) ليست غريبة عليهم.
**
يقولون في الأمثال:
(من قدم السبت لقى الأحد)،
ولكن في جدة:
(لو قدمت كل الأيام.. بتغرق الأربعاء)!.
**
يقولون في الأمثال:
(إذا حلقت لحية جارك بلل لحيتك)،
وما حدث في جدة يمكن أن يحدث في الرياض والشرقية ومكة والطائف والباحة والمدينة وحائل وعرعر..
وسيكون أغبى شيء نفعله في حياتنا هو أن نعتبر غرق جدة مسألة تعني أهل جدة وحدهم.
**
يقولون في الأمثال:
(لا تشكي لي أبكي لك) ..
هكذا يروي الناس في جدة قصص إحضارهم لبناتهم وزوجاتهم من الشوارع المغلقة،
وقد وصلتني عشرات القصص المحزنة، ويؤسفني عدم نشرها لضيق المساحة،
وأتمنى من «عكـاظ» وبقية الصحف السعودية أن تفتح صفحاتها لنشر هذه القصص،
كما أتمنى من أصحابها أن ينشروها أيضا على مواقع الإنترنت المتخصصة بكارثة جدة الثانية.
**
يقولون في الأمثال:
(جودي على أمي وأوخياتي الصغار)
لذلك أتوقع أن تتم محاسبة السائق البنغالي الذي يقود وايت الشفط الأصفر لتسببه بكارثة جدة الثانية!.
**
يقولون في الأمثال:
(أعمى قال لأطرش: خلينا نشوفك)..
هذه هي خطة الطوارئ في جدة، وهذه هي درجة التنسيق بين الأمانة والدفاع المدني والمرور والصحة!.
**
لا يوجد شيء يقهرني اليوم أكثر من الفيلم الوثائقي الذي يتحدث عن مشاريع جدة المستقبلية، حيث تظهر فيه جدة كمدينة تعتمد على المساحات الخضراء والمنتزهات العائلية المفتوحة والأبراج التجارية الشاهقة.. يقولون في الأمثال: (مكسحة وتقول للصايغ عطني خلخال)!.
**
في كارثة جدة الثانية أبدع المسؤولون في التصريحات والتوجيهات..
لم نشاهد واحدا منهم في الميدان.. كل مسؤول يوصي مسؤولا أصغر منه، وهكذا إلى ما لا نهاية..
يقولون في الأمثال: (حاجة ما تهمك وصي عليها جوز أمك)!.
**
يقولون في الأمثال:
(دجاجتنا تكاكي عندنا وتبيض برا)..
سوف نرى ما الذي سوف تفعله الجمعيات الخيرية ورجال الأعمال لفقراء جدة بعد كارثة الأربعاء .
**
يقولون في الأمثال:
(الصرمه والقبقاب صاروا أصحاب)..
لذلك لا تفكروا في حلول قريبة.
**
يقولون في الأمثال:
(باب الحارة مخلع)،
وهذا ما ورد في موقع الأرصاد أمس:
نأسف لعدم تحديث المعلومات والبيانات بسبب تعطل الأنظمة وشبكة الاتصال الخاصة بتحديث هذا الموقع لتراكم مياه الأمطار الغزيرة التي هطلت على محافظة جدة يوم الاربعاء الموافق 22 صفر، وتود الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بأن تطمئن الجميع بأن الأحوال الجوية مستقرة للثلاثة الأيام المقبلة.
**
نأمل ونتمنى أن لا يتم الاستهتار بجراح أهل جدة
وتصدر الأقاويل السخيفة التي تقول إن كارثة الأمطار بسبب معاصيهم..
يقولون في الأمثال: (انت بس سيبني وخلي العفاريت تركبني)!.
*****************
حسبنا الله ونعم الوكيل
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة . قال : كيف إضاعتها يا رسول الله ؟
قال: إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة )
روااااااااه البخاري