جدد حياتكـ

من اخطاء الانسان أن ينوء في حاضره بأعباء مستقبله الطويل

لماذا تخامرك الريبة ويخالجك القلق ؟ ! عش في حدود يومك فذاك اجدر بك , واصلح لك

والعيش في حدود اليوم - وفق هذه الوصايا - يتسق مع قول

رسول الله صلى الله عليه وسلم

من اصبح امنا في سربه , معافى في بدنه , عنده قوت يومه , فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها

إنك تملك العالم كله يوم تجمع هذه العناصر كلها في يديك فاحذر ان تحقرها

والحق ان استعجال الضوائق التي لم يحن موعدها حمق كبير , وغالبا ما يكون ذلك تجسيدا لأوهام

خلقها التشاؤم , ولو كان المرء مصيباً فيما يتوقع , فإن فساد الحاضر بشؤون المستقبل خطأ صرف

والواجب أن يستفتح الإنسان يومه وكأن اليوم عالم مستقل بما يحويه من زمان ومكان

وكان الخليل ابراهيم عليه السلام إذا طلع عليه الصباح يدعوا

اللهم هذا خلق جديد فافتحه علي
بطاعتك واختمه لي بمغفرتك ورضوانك , وارزقني فيه حسنه تقبلها مني , وزكها وضعفها لي , وما
علمت من سيئة فاغفرها لي , إنك غفور رحيم ودود كريم

وكان يقول : من دعا بهذا الدعاء إذا اصبح فقد ادى شكر يومه

*********************

إن الاكتفاء الذاتي وحسن استغلال مافي اليد ونبذ الاتكال على المنى هي نواة العظمة النفسية , وسر

الانتصار على الظروف المعتنه . والذين لا يشكون الحرمان لأنهم أوتو الكثير قلما ينتفعون بما اوتو اذا

هم فقدو الطاقه النفسية على استغلال ما معهم , والافاده مما حولهم

واسمع قول ابي حازم : إنما بيني وبين الملوك يوم واحد !! أما امس فلا يجدون لذته , وأنا وهم من غد على وجل , وإنما هو اليوم , فما عسى أن يكون اليوم ؟

هذا الفقير الصالح يتحدى الملوك..لذائذ الماضي تفنى مع امس الذاهب ما يستطيع احد إمساك بعضها

*********************
على ان العيش في حدود اليوم لا يعني تجاهل المستقبل او ترك الإعداد له فإن اهتمام المرء بغده وتفكيره

فيه حصافة وعقل . وهناك فارق بين الاهتمام بالمستقبل والاغتمام به ,بين الاستعداد له والانغراق فيه ,

بين التيقظ له في استغلال اليوم الحاضر وبين التوجس المربك المحير مما قد يفد به الغد

اتدري كيف يسرق عمر المرء منه ؟

يذهل عن يومه في ارتقاب غده , ولا يزال كذلك حتى ينقضي اجله ويده صفر من أي خير

كتب ستيفن كوفي

يقول : " ما اعجب الحياه !! يقول الطفل : عندما أشيب فأصبح غلاما .. ويقول الغلام : عندما

اترعرع فأصبح شاباً .. ويقول الشاب : عندما اتزوج.. فإذا تزوج قال : عندما أصبح رجلا متفرغا ً. فإذا

جائته الشيخوخه تطلع الى المرحله التي قطعها عمره , فإذا هي تلوح وكان ريحاً باردة اكتسحتها

اكتساحاً .. إننا نتعلم بعد فوات الاوان أن قيمة الحياة في أن نحياها نحيا كل يوم منها وكل ساعة"

..

في هؤلاء الذين ضيعوا اعمارهم سدى , وتركوا الايام تفلت من ايديهم لقى

يقول الله تعالى : " ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة" ..الروم :55

جزاك الله الف خير

ويعطيكي الف عافيه

على المجهود الجميل

تقبلي مروري